تقدم لخطبتي شاب خلوق من عائلة محترمة قنوعة بكل صفة فيه إلا انه يعمل في احد البنوك في مجال الأسهم الدولية..
وانني اخشى ان يكون ذلك من الربا ويكون دخلنا بالحرام..مارأيك ايها المستشار جزاك الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ,,
أخيتي الحبيبة .. * عبير * ..
السلام عليكم و السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلاً وسهلاً بكِ في موقع ( المستشار ).. شاكرين ومثمنين ثقتكِ الغالية بنا .. سائلين الله - عز وجل - أن نكون عند حسن ظنكِ وأن تجدي ما تبحثي عنه هنا .
غاليتي:
أثني عليكِ حرصكِ في التروي والتريث أمام اتخاذكِ لأهم قرار في حياتكِ بسؤال واستشارة أهل الاختصاص والذي ينم عن عقلٍ حصيف وفقنا الله وإياكِ لما فيه الخير والسداد .
عزيزتي:
لن نتخذ القرار نيابة عنكِ ولكن نوجه ناظريكِ لزوايا قد تغيب عنكِ في زحمة التفكير , وبالإطلاع عليها وتأملها تصلين _ بإذن الله _ إلى القرار السليم الذي لن تندمي عليه بقية عمركِ إن شاء الله .. فأقول وبالله التوفيق /
1) أذكركِ بحديث الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ : [إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ] ,فجعل _ عليه الصلاة والسلام _ الأساسين اللذين يعول عليهما قبول المتقدم أو رفضه هما: الدين أولاً ثم الأخلاق لأن الدين يهذب الخلق, ثم يأتي بعد ذلك عدة عوامل من شأنها أن ترسخ أساس الأسرة المتكونة وتجعله ثابتاً أمام رياح المشكلات مثل : ( المستوى التعليمي – الثقافي – الاجتماعي – المادي .. إلخ ) ويتم التأكد من هذه الجوانب عن طريق ولي الأمر والأخوة الذكور بسؤال أهل المتقدم وأصدقائه وإمام مسجد الحي الذي يسكنه .
2) قال تعالى : { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ( التوبة :109 ) ,ولن يكون الأساس قوياً إلا إذا كان على ما يوافق شرع الله , وإلا فإن للمعصية شؤمٌ ووبالٌ على صاحبها وقد يتعداها لأهل بيته بسبب محق البركة ..
وبناءً على ما تقدم فإنه يجب أن يُسأل المتقدم عن نوع المعاملات التي يقوم بها ليُعرف المال الذي يتقاضاه كأجرٍ على عمله هل هو حلال أم يخالطه الحرام :
أ- فإذا كانت المعاملات التي يجريها جائزة ولا يوجد فيها ما ينقض شروط البيع المعتمدة شرعاً ... فإن المال الذي يتقاضاه كأجر حلال ... فبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .
ب- أما إذا تبين أن المعاملات التي يجريها ربوية وفيها ما ينقض شروط البيع المعتمدة شرعاً ,فإن المال الذي يتقاضاه كأجر حرام ... وعندها أذكركِ بقول رسول الرحمة _ صلى الله عليه وسلم _ : [مَنْ تَرَكَ شَيْئًا للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرًا مِنْه ] ,احتسبي رفضكِ له من أجل الله , وثقي بأنه سيعوضكِ بخيرٍ منه .. يقول جل من قائل : { وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } .. وتفاءلي أيتها الحبيبة فمازال العمر بإشراقتة أمامكِ .
ويتم السؤال عن طريق ولي أمركِ وإخوتكِ بالذهاب للبنك والاستفسار عن طبيعة العمل في مجال الأسهم الدولية , وبسؤال المتقدم , ثم عرض تفاصيل عملة على أحد المشايخ المفتين الثقاة ليتبن لكم حكم الشرع في ذلك .
ختاماً:
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشرح صدركِ ويزيل حيرتكِ وأن يسعد قلبكِ بالزوج الصالح التقي النقي وأن يحقق لكِ كل ما تصبوا له نفسكِ وتتمناه .
وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. دمتِ بود .. الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي المصدر: موقع المستشار
